استراتيجيات التدريس عن بعد
ما وجه الاختلاف بين التدريس عن بعد وفي الصفوف المدرسية المعتادة ؟ يعتمد المدرسون في الصفوف المدرسية العادية على عدد من ردود الأفعال التلقائية لدعم إيصال المحتوى التعليمي . فمن خلال نظرة فاحصة سريعة مثلاً ، يمكن ملاحظة الطلبة الذين يدونون , أو الذين يواجهون صعوبة في فهم مسألة معينة أو من يريدون التعليق أو الاستفسار عن مسألة ، كما يمكن ملاحظة الحالة النفسية للطالب من انزعاج أو تخبط أو تعب أو ملل . وهكذا فإن المدرّس النبيه يقوم بتلقي وتحليل هذا الإشارات الملاحظة سواءً بعقله الواعي أو اللاواعي ليقوم بإيصال المعلومة بأسلوب يتناسب وحاجات الصف خلال دروس معينة .
وعلى النقيض من ذلك فإن المدرّس عن بعد ، لا تتوفر لديه أية إشارات مبنية على الملاحظة . إلا أنه يمكن أن يتوفر ذلك من خلال وسائل تكنولوجية ، مثل شاشات الصوت والصورة . فمن الصعب التوصل إلى إقامة حوار بناء بين المدرّس والصف عند تشويه التفاعل التلقائي بسبب المسافة والمتطلبات التقنية .
لا يستطيع المدرس عن بعد تلقي أي معلومة عن طريق الملاحظة البصرية دون استعمال الوسائل المرئيّة الحيّة مثل التلفاز . فهو وعلى سبيل المثال غير قادر على معرفة إن كان الطلاب نائمون ، أو يتحدثون مع بعضهم البعض ، أو حتى إذا ما كانوا موجودين في الغرفة . إن الإقامة في مجتمعات متباينة أو مواقع جغرافية مختلفة، أو حتى في دول وولايات مختلفة، يحرم كل من المدرّس والطالب من الرابط الاجتماعي المشترك .
لماذا يتم التدريس عن بعد ؟ يرى العديد من المدرّسين أن الفرصة التي يوفرها مجال التعليم عن بعد ، أهم وأكبر من العقبات ، حيث إن الترتيبات الدقيقة المطلوبة للتعليم عن بعد ، تحسّن من مهاراتهم التدريسية بشكل عام ومن نمط مشاعرهم نحو طلابهم . وهكذا فإن التحديات التي يفرضها نظام التعليم عن بعد ، تقابلها الفرص لـ :
الوصول إلى جمهور أكبر من الطلبة .
تلبية حاجات الطلبة غير القادرين على حضور الحلقات الدراسية الصفية .
إقامة حلقة وصل بين الطلبة من مناطق اجتماعية وحضارية واقتصادية مختلفة .
تحسين التخطيط والتنظيم عند إجراء تعديل أو تطوير على موضوع التعليم عن بعد، يظل المحتوى الرئيس للموضوع ثابتاً بشكل عام ، على الرغم من أن عرض موضوع التعلم عن بعد يتطلب خطط جديدة ووقتاً إضافياً للإعداد .
تتضمن المقترحات لتخطيط وتنظيم مساقاً يقدّم عن بعد ما يلي : إبدأ عملية التخطيط للدورة الدراسية بدراسة نتائج الأبحاث المتخصصة في مجال التعليم عن بعد .
قبل أن تقوم بتطوير شيء جديد ، قم بمراجعة المواد المتوفرة حول أفكار العرض المضمون .
قم بفهم وتحليل مواضع الضعف والقوّة الخاصة بأسلوب التوصيل المتوفر أمامك (مثل الصوت ، الصوت والصورة ، البيانات ، والمطبوعات). من حيث الكيفية التي سيتمّ التوصيل عن طريقها (مثل القمر الصناعي ، موجة الراديو القصيرة ، وصلة الشرائح الضوئية ، إلخ ...) من حيث حاجات المتعلم ومتطلبات الحلقة الدراسية ، وذلك قبل انتقاء الخليط المناسب من تكنولوجيا التعليم .
إن التدريب على تكنولوجية التوصيل أمر هام لكل من المعلمين والطلاب . حيث يمكن أن يتم لقاء مسبق لطلاب الصف يقومون خلاله باستعمال تكنولوجيا التوصيل ، ويتعلمون الأدوار والمسؤوليات المناطة بالفريق التقني الداعم خلاله .
في بداية لقاء طلاب الصف قم ببدء نقاش صريح حول تحديد القواعد والمقاييس والخطوط الأساسية . بمجرد أن تصبح العملية قائمة ، تمسك بهذه القواعد بشكل مستمر .
تأكد من أن جميع المواقع مجهزة بمعدات العمل والتواصل . كما أوجد خطاً ساخناً مجانياً للإعلان عن المشاكل وتصويبها.
إذا أرسلت مواد الحلقة الدراسية بالبريد ، تأكد من تمام استلامها قبل بداية الحصة . وبمساعدة حافظة أبقي على المواد الدراسية منظمة ، أخذاً بعين الاعتبار أمور مثل تجليد المناهج والأوراق الدراسية قبل توزيعها .
إبدأ بالتدريج بعدد مقبول من المواقع والطلاب تسهل إدارته . إن مصاعب توفير الموارد البشرية والمادية وتحريكها تزداد في التعليم عن بعد مع كل موقع جديد يستحدث .
توفير حاجات الطالب إن العمل بفاعلية يتطلب تولد شعور لدى الطلاب بالراحة تجاه طبيعة التعليم والتعلم عن بعد . حيث يجب أن تبذل الجهود لتسخير نظام التوصيل لتحفيز الطلاب وملاءمة حاجاتهم على أفضل وجه ، ذلك من حيث مضمون الأشكال المفضلة من التعلم . وفيما يلي الاستراتيجيات التي تساعد على تلبية حاجات الطلبة :
مساعدة الطلاب كي يعتادوا ويشعروا بالارتياح لتكنولوجيا التوصيل وتحضيرهم ليصبحوا قادرين على حل المشاكل التقنية التي يمكن أن تظهر . والتركيز على حل المشاكل المشتركة بدلاً من إلقاء اللوم على المصاعب التقنية التي قد تحدث من وقت لآخر .
تعزيز الوعي والارتياح لدى الطلاب بخصوص أنظمة الاتصالات الجديدة التي سوف تستعمل خلال الحلقة الدراسية .
التعامل بحساسية مع أنظمة الاتصالات المتباينة والخلفيات الحضارية المتعددة . فعلى سبيل المثال ، يجب التذكر بأن الطلاب ربما يختلفون في قدراتهم اللغوية ، كما أن روح النكتة مسألة ذات خصوصية حضارية ، لذلك فإن استيعابها لن يكون بنفس الطريقة من قبل الجميع .
فهم ودراسة الخلفية الاجتماعية والحضارية للطلبة ولتجاربهم وخبراتهم من استراتيجيات التعليم عن بعد .
تذكر ضرورة أن يمارس الطلبة دوراً فاعلاَ في الحلقة الدراسية التي تصلهم عن بعد وذلك بأخذ زمام المسؤولية بخصوص تعلّمهم بصورة استقلالية .
الوعي الكافي لحاجات الطلاب من حيث التوافق مع التواقيت المتعارف عليها للجامعات، مع الأخذ بعين الاعتبار للوقت الذي يضيع في كثير من الأحيان في مسألة وصول البريد .
إستعمال مهارات التدريس الفعّال لكي يكون التدريس عن بعد فاعلاً فإن ذلك يتطلب زيادة وتقوية المهارات الموجودة أصلاً بشكل أكبر من تطوير قدرات جديدة .
انتبه بشكل خاص لما يلي :
قم بدارسة واقعية حول كمية المادة التي من الممكن توصيلها بفاعلية خلال الحلقة الدراسية . بسبب العوامل (اللوجستية) (نقل وتوفير الأشخاص والمعدات) ، فإن تقديم محتوى معين عن بعد ، يحتاج عادة إلى وقت أكبر مما يحتاجه نفس المحتوى في غرف الصف التقليدية .
الانتباه ومراعاة الاختلاف في أسلوب التعليم واختلافه عند الطلبة ، فبعضهم يتعلم بسهولة من خلال التنظيم على أساس المجموعات , في حين أن سواهم يبدعون عندما يعملون بشكل مستقل .
نوّع نشاطات الحلقة الدراسية وإجعلها ذات طابع تدريجي وتجنب المحاضرات المطّولة . وزّع طريقة عرض المحتوى مع المناقشات والتمارين التي ترّكز على الطلاب .
قم بإعطاء طابع إنساني للحلقة الدراسية وذلك بالتركيز على الطلاب وليس على نظام التواصل .
فكر في استعمال المواد المطبوعة كجزء مكمل للمواد غير المطبوعة .
استعمل دراسات الحالة والأمثلة ذات البعد المحلي قدر المستطاع , وذلك لمساعدة الطلبة على فهم وتطبيق محتوى الحلقة الدراسية . فكلما كان عمل ذلك خلال الحلقة الدراسية أسرع , كلما كان أفضل .
استعمل الإيجاز والجمل القصيرة ذات المعنى الواضح , والأسئلة المباشرة , آخذاً بالاعتبار أن الوصلات التكنولوجية قد تزيد من الوقت الذي يلزم الطالب للإستجابة .
طوّر خططاً لتقوية الطلاب من حيث التقييم , الإعادة , وسيلة الاتصال , ولتحقيق ذلك فإن إجراء المناقشات عن طريق الهاتف وإرسال البريد الإلكتروني من شخص إلى آخر , قد يكون فعالاً .
مع الوقت سوف يتعامل المشاركون بشكلٍ أفضل مع عملية التعليم عن بعد , وسيرجع الوضع الطبيعي حول التدريس الفعّال .
أخيراً سيزداد إحساس المشاركين بالراحة مع عملية التعلم عن بعد مع الوقت .
تحسين التفاعل المتبادل والتغذية الراجعة إن استعمال الخطط الفعالة للتفاعل المتبادل والتغذية الراجعة , يمكّن المدرس من تحديد وتحقيق الحاجات الفردية للطلاب , وذلك خلال إيجاد نموذج للاقتراحات حول تحسين الحلقة الدراسية . لتحسين التفاعل المتبادل والتغذية الراجعة , اعتمد ما يلي :
استعمل الأسئلة التحضيرية قبل بدء الدرس , وادفع المنظمين لتشجيع التفكير التحليلي الجاد , مع إشراك جميع الدارسين , وكن على علم بأن تحسين أنظمة الاتصالات السيئة يحتاج إلى وقت .
في بدايات الحلقة الدراسية , اطلب من الطلبة أن يقوموا بالإتصال معك وأن يتبادلوا فيما بينهم الرسائل الإلكترونية مما يشعرهم بالراحة تجاه العملية ككل . وهكذا فإنهم قد يتشاركون في جريدة إلكترونية معاً .
نظّم ساعات مكتب للمكالمات الهاتفية , باستعمال رقم مجاني . نظّم ساعات هذه المكالمات بحيث تكون مسائية إذا كان غالبية الطلبة ممن يعملون خلال ساعات النهار .
ادمج تشكيلة من وسائل التوصيل للتفاعل المتبادل والتغذية الراجعة , بحيث تتضمن المكالمات من شخص لآخر والمكالمات الجماعية وكذلك الفاكس والبريد الإلكتروني ونظام الصوت والصورة واجتماعات الكمبيوتر . انظر في مسألة إقامة زيارات شخصية إن كان ذلك مجدياً .
قم بالاتصال مع كل موقع أو طالب أسبوعياً إذا أمكن ذلك ، وخاصة في بداية الحلقة الدراسية , سجل الطلاب الذين لا يشاركون خلال الدرس الأول , واتصل بهم بشكل فردي بعد انتهاء الدرس .
استعمل البطاقات البريدية المعنونة والمدفوعة مسبقاً , وكذلك استعمل هواتف الاجتماعات خارج إطار الصف والبريد الإلكتروني كوسيلة للتغذية الراجعة حول محتوى الحلقة الدراسية , ملائمتها , تدرجها , مشاكل التوصيل , والاهتمامات التعليمية .
اجعل الطلبة يكوّنون مجلّة حول حصيلة أفكارهم عن مضمون الحلقة الدراسية , وكذلك حول التقدم الذي أحرزوه على المستوى الشخصي, وليقم الطلبة بتقديم وإرسال موضوعات من هذه المجلة من وقت إلى آخر .
اعتمد على الجهة التي تقوم بعملية التسهيلات في موقع ما وذلك لتحفيز وتشجيع التفاعل عندما يتردد الطلبة البعيدون في توجيه الأسئلة أو المشاركة . بالإضافة إلى أن الجهة التي تقدم تسهيلات في موقع ما بإمكانها أن تكون بمثابة العين والأذن بالنسبة لك في ذلك الموقع .
تأكد من الطلبة بشكل فردي بأن جميعهم تتوفر لهم فرصة كبيرة للتفاعل . وفي نفس الوقت قم بشكل مؤدب وحازم بإيصال رغبتك إلى بعض الأفراد أو المواقع بأن يتوقفوا عن احتكار وقت الصف لأنفسهم .
قم بإبداء رأيك بالتفصيل حول المهمات الكتابية , مع الرجوع إلى مصادر إضافية للحصول على معلومات تكميلية . ثم قم بإعادة تلك المهمات دون تأخير بواسطة الفاكس أو البريد الإلكتروني إذا كان ذلك عملياً .